«أزمة غاز خانقة في دوعن تستفز الأهالي وتلقي المسؤولية على عاتق الجميع»

  • ​بوادر أمل لمشروع محطة جديدة لتعبئة الغاز بدوعن.

تنتشر أزمة حادة في تموين الغاز المنزلي في مديرية دوعن، مما أثر سلبًا على حياة السكان، حيث تتزايد شكاوى المواطنين وأصحاب نقاط البيع، ويُتهم بعض الموردين ومصانع التعبئة بإحداث هذه الأزمة لتحقيق مكاسب مالية.

يعاني سكان دوعن من صعوبة كبيرة في الحصول على أسطوانات الغاز، إذ تتأخر التوزيعات الرسمية طويلًا، ولا تُوزع الكميات إلا مرة واحدة شهريًا، بينما الاحتياج الفعلي يعادل ضعف الكمية على الأقل.

  • معاناة متفاقمة ومشهد يومي مرهق.

علق أحد سكان منطقة الخريبة قائلاً: “يظل الناس ينتظرون الغاز لأسابيع، وعندما تصل القاطرة تكون الكمية قليلة للغاية”، وأوضح أن “الناس تضطر لشراء الغاز من المحطات التجارية بأسعار مرتفعة”. وأشار مواطن آخر من منطقة الرباط إلى أنهم ينتظرون التوزيع لفترات طويلة، وعندما تصل الكميات تكون غير كافية، مما يدفعهم للشراء بأسعار مرتفعة من المحطات التجارية.

وينوه أحد أبناء منطقة الرشيد إلى أن هذه الأزمة أصبحت شبه دائمة، معبرًا عن الصعوبات التي يواجهها المواطنون، خصوصًا في القرى البعيدة.

  • الموزعون: نستلم فقط نصف الكمية والسلطات لا تتدخل.

يؤكد أصحاب نقاط البيع في عدة مناطق، مثل الخريبة والرباط، أن الكميات التي تصلهم من مصنع التعبئة لا تغطي الطلب المتزايد.

قال أحد الموزعين في الوادي الأيمن: “نستلم نصف الكمية فقط، ويتهمنا المواطنون بالاحتكار، ولكننا أيضًا ضحايا، فالمصنع لا يزودنا بالكميات الكافية رغم تكرار مطالبنا، والسلطات لا تتدخل”.

  • اتهامات لمصانع التعبئة وجهات من خارج المحافظة.

تتزايد مشاعر الغضب، حيث اتهم بعض المواطنين مصنع الغاز المسؤول عن تموين دوعن بتأخير تسليم الكميات رغم توفرها، بغرض توجيه جزء منها للبيع في المحطات التجارية بأسعار عالية.

كما أشاروا إلى أن جهات خارج المحافظة تسيطر على عملية التموين والتوزيع، مما يعقد الأزمة ويجعلها رهينة لمصالح تجارية وشبكات احتكار بعيدة عن الرقابة المحلية.

  • محطة المشهد تكشف السبب المباشر للأزمة: تقليص حاد في الإمدادات من صافر يشل تموين مديريات عدة منها دوعن.

أفاد مصدر مسؤول من محطة المشهد، الجهة المسؤولة عن تمويل محطات الغاز في دوعن، بأن النقص الحاد في الكميات الواردة من شركة صافر هو السبب الرئيسي لتفاقم الأزمة.

أوضح المصدر أن المحطة كانت تتسلم سابقًا ست قواطر أسبوعيًا، لكن الكمية انخفضت قبل شهر إلى ثلاث قواطر، ومؤخراً إلى قاطرة واحدة في الأسبوع، مما أدى إلى عدم القدرة على تلبية احتياجات المديريات المستفيدة، وناشد الجهات المختصة التدخل لتصحيح مسار التموين.

  • مطالب بالتدخل العاجل ورفع المعاناة الى الجهات العليا بالمحافظة والدولة.

دعا سكان دوعن السلطة المحلية إلى رفع المعاناة إلى السلطات العليا في المحافظة والدولة، وضرورة التدخل العاجل لوضع حد لهذه الأزمة التي تمس احتياجاتهم الأساسية.

أكد عدد من رؤساء اللجان المحلية في مناطق دوعن أن الوضع أصبح لا يُطاق، والناس تلجأ لمحطات الغاز التجاري بأسعار تفوق قدراتهم الشرائية.

  • بوادر أمل ولكن… مشروع محطة جديدة لتعبئة الغاز.

في ظل هذه الأزمة، أعلن مسؤول في السلطة المحلية بدوعن عن نية إنشاء مصنع لتعبئة أسطوانات الغاز في الوادي الأيمن، بدعم من مستثمر يمتلك محطة عدب، ويقوم بتمويل المديرية والمديريات الأخرى.

وأوضح المصدر أن المستهدف هو ضمان تموين محطة الغاز بعدب بالغاز بسعر مخفف، ليكون بديلاً مناسبًا لتخفيف الأعباء عن المواطنين.

  • دعوات لتشجيع الاستثمار لأبناء الوادي.

تشهد المناقشات دعوات محلية قوية لتشجيع أبناء دوعن على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، نظرًا لارتباطه الوثيق بمعيشة السكان وأمنهم الغذائي.

أضاف أحد وجهاء المديرية أن وجود محطات تعبئة محلية في كل منطقة بتراخيص رسمية وفي مواقع آمنة سيساعد في تخفيف الأزمة، وسيؤدي إلى تنافس المستثمرين في التصفيات لصالح المواطن.

  • مدير عام دوعن يصرح لـ«الأيام»: نعمل بجد لمعالجة أزمة الغاز.

أكد مدير عام مديرية دوعن، عبدالله مقيبل، أن السلطة المحلية تبذل جهودًا حثيثة ومتواصلة لمعالجة أزمة الغاز المنزلي وتأمين خدمة مستقرة بأسعار مناسبة، مشددًا على أن هذا الملف يتلقى اهتمامًا كبيرًا نظرًا لتأثيره على حياة السكان.

  • مقيبل: نعمل بخطة متكاملة لإنهاء أزمة الغاز واستحداث محطات تعبئة جديدة تغطي المديرية بالكامل.

أشار المدير العام إلى أن فريقًا فنيًا ينزل ميدانيًا إلى موقع محطة جديدة في وادي دوعن الأيمن، حيث تم تسهيل الإجراءات النظامية والفنية للمستثمر، مما يضمن حصول المواطنين على خدمة تموين غازية مستقرة وبأسعار مناسبة.

  • مقيبل: دعمنا للمستثمرين المحليين ثابت ونسعى لتوفير بيئة استثمارية تسهم في خدمة المواطنين.

أكد مقيبل أن السلطة المحلية تدعم المستثمرين المحليين من أبناء المديرية وتعمل على تهيئة بيئة استثمارية يسهل عليهم العمل، مما يحسن الخدمات ويعزز التنمية المحلية.

أضاف المدير العام أن أزمة الغاز الحالية ستُحل قريبًا بإذن الله، موضحًا أن المحطة المموّنة كانت تتلقى ثماني قواطر أسبوعيًا قبل أن تُخفض الكمية تدريجيًا، وتغطي احتياجات دوعن والمديريات المجاورة، وعبر عن استعداد السلطة المحلية لرفع مذكرة رسمية لإعادة زيادة الحصة المخصصة للمحطة.

  • مدير عام دوعن: تم تحديد موقع محطة جديدة والعمل جارٍ لإنشاء أربع إلى خمس محطات إضافية.

كشف مقيبل أن السلطة المحلية تعمل حاليًا على خطة لاستحداث عدد من محطات التعبئة الإضافية لتغطية المديرية بشكل عادل ومتوازن، حيث تم تحديد موقع لمحطة جديدة بعد منطقة قرن ماجد مع خطط لاستحداث أربع إلى خمس محطات أخرى.

مقيبل: لن نسمح باستمرار المعاناة وسنذلل الصعوبات أمام المستثمرين والممولين لخدمة المواطنين.

اختتم المدير العام بتأكيد أن السلطة المحلية تسعى لتنسيق جهودها مع الممولين والمستثمرين لخدمة أبناء المديرية، متوقعًا تحسن الوضع قريبًا، حيث أن الأزمة ستُحل بفضل الجهود المشتركة والتنسيق مع الجهات المعنية.

بين ضعف التموين، وتضارب المصالح، وتباطؤ المعالجات الرسمية، تبقى أزمة الغاز في دوعن عنوانًا لمعاناة يومية، يدفع ثمنها المواطن البسيط في انتظار حلول جذرية ومسؤولية حقيقية تُعيد انتظام التوزيع وتُنهي حلقات الاحتكار والتلاعب التي أنهكت السكان.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *