
منذ اللحظة التي تألق فيها خلال كأس العالم للأندية، بدأت رحلة صعود المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي بشكل سريع في صفوف النادي الأهلي، حيث أُطلق عليه لقب “الهداف” بعد الهاتريك الرائع الذي سجله أمام بورتو، ما أحدث نقلة نوعية في مسيرته الاحترافية، ورغم أن هذا الإنجاز فتح أمامه آفاق الاحتراف، إلا أنه زاد من تعقيد الأمور بتوتر العلاقة بينه وبين ناديه، حيث تدور الآن بين رغبته في الانتقال وإصرار النادي على بقائه.
بدأت الأزمة تأخذ طابعًا واضحًا مع تزايد العروض الرسمية التي تلقاها النادي لضم وسام أبو علي، حيث كان العرض الأول من نادي الوصل الإماراتي بقيمة 2.5 مليون دولار، وبعد فترة قصيرة، ضاعف المبلغ ليصل إلى 6 ملايين دولار مع نسبة مستقبلية من إعادة البيع، ورغم جدية العرض، إلا أن إدارة الأهلي رفضت بحجة أن المبلغ لا يعكس القيمة السوقية الحقيقية للاعب، الذي أصبح أحد أركان الفريق الأساسية في المستقبل.
لم يقتصر اهتمام الأندية على الخليج فحسب، بل جاء عرض من نادي كولومبوس كرو الأمريكي، والذي أبدى استعداده لدفع حوالي 6 ملايين دولار، بما في ذلك 750 ألف دولار كحوافز إضافية، إلا أن الأهلي كان لديه تحفظات كبيرة، وأصر على تقييم لاعبه بأعلى بكثير، مطالبًا بمبلغ لا يقل عن 9.5 مليون دولار، بالإضافة إلى مكافآت مستقبلية.
وفي خضم المفاوضات، اتخذ اللاعب خطوة اعتبرها البعض بمثابة “تصعيد”، حيث غاب وسام أبو علي عن المعسكر البدني الأول، ثم تغيّب أيضًا عن معسكر الفريق في تونس، مشيرًا إلى معاناته من إصابة عضلية، لكن الجهاز الطبي أكد عدم تلقيه أي تقارير طبية رسمية من اللاعب، ما أُعتبر تجاهلًا للتعليمات وغيابًا غير مبرر.
إدارة الأهلي لم تتردد في اتخاذ موقف سريع، حيث أعلنت رسميًا استبعاد اللاعب عن المعسكر الخارجي لأسباب انضباطية، ما فُهم على أنه بداية لتجميد نشاطه حتى إشعار آخر، وأكدت مصادر داخل النادي أن ما فعله اللاعب يُعتبر مساسًا بالالتزام والانضباط، بينما تصاعدت التلميحات الإعلامية بوجود تمرد ورغبة واضحة في الرحيل.
وفي تصعيد غير متوقع، تدخل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بإصدار بيان يتسم بالحدة، حيث وصف الوضع القائم مع وسام أبو علي بـ “الحملة المُمنهجة”، مطالبًا الجهات المعنية في مصر بالتدخل لوقف ما اعتبره “تحريضًا جماهيريًا وإعلاميًا”.
البيان أثار جدلًا واسعًا، وتسبب في موجة من الغضب داخل الأوساط الرياضية المصرية، خصوصًا أنه اعتُبر تدخلاً غير مقبول في شؤون نادٍ له تاريخه المؤسسي الطويل، ومع مرور الوقت، اختفى البيان من منصات الاتحاد الرسمية، مما يشير إلى وجود اتصالات محورية تجري خلف الكواليس لاحتواء الموقف.
حتى الآن، لا تظهر بوادر لحل سريع للأزمة، حيث يتمسك الأهلي بتقييم لاعبه بما يتناسب مع إمكانياته، بينما يبدو اللاعب مصممًا على مغادرة القلعة الحمراء لخوض تجربة احترافية تمثل منعطفًا حاسمًا في مسيرته. السيناريوهات المطروحة تتراوح بين ثلاث خيارات، إما تسوية هادئة تحفظ ماء وجه جميع الأطراف، أو تصعيد قد يؤدي إلى تجميد اللاعب لحين انتهاء عقده في عام 2029، أو تدخل خارجي سواء من الاتحاد المصري أو وسطاء لإعادة تشكيل العلاقة بين الطرفين.
تعليقات