أحمد جمال خضر: الصناعات المغذية تتصدر قائمة أولويات التنمية الصناعية في مصر

أكد رجل الأعمال أحمد جمال خضر، العضو في غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، أن الصناعات المغذية تشكل شريان الحياة للقطاعات الإنتاجية في مصر، مشدداً على أنها الأساس لتحقيق النجاح والتطور في أي صناعة، حيث تُدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في جميع المنتجات، وتمثل المكونات الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

كما أشار خضر في تصريحات صحفية اليوم، إلى أهمية تعزيز الاستثمارات في الصناعات المغذية المتخصصة، مثمناً جهود الدولة والقيادة السياسية لتطوير الصناعة المحلية في هذه المرحلة.

وأوضح أن وجود صناعات مغذية قوية يُسهم في دعم الصناعة المحلية وتلبية احتياجاتها، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية الكبيرة التي تبحث دائماً عن بيئة صناعية متكاملة توفر لها مكوناتها وقطع غيارها.

أضاف خضر أن مصر تمتلك فرصاً واعدة لنمو الصناعات المغذية، حيث حدد خمسة محاور أساسية لترسيخ هذا القطاع في البلاد.

وأوضح أن المحور الأول يتلخص في ضرورة إنشاء مجمعات صناعية نموذجية متخصصة في القرى والمناطق التي تتمتع بوجود حرفيين وصناعات يدوية، بدلاً من حصرها في أطراف المدن الكبرى، مما يضمن تواجد العمالة بالقرب من أماكن إقامتهم ويوفر بيئة عمل منظمة، مما يسهل عليهم النمو والتوسع، مستشهداً بنجاح التجارب الصناعية لدول مثل الصين وتركيا في إنشاء تجمعات صناعية متخصصة.

كما أشار خضر إلى أن المحور الثاني يتعلق بأهمية التأهيل والتدريب، حيث يُعتبر مفتاحاً أساسياً لتحقيق تقدم ملحوظ في هذه الصناعات، مبرزاً دور غرفة الصناعات الهندسية في رفع كفاءة أصحاب الورش والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، لتشجيعهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة، مؤكداً على توقيع الغرفة مؤخراً بروتوكول تعاون مع مركز تحديث الصناعة لرفع كفاءة 600 شركة، وتخصيص 10 ملايين جنيه لدعم هذه الجهود.

وشدد خضر على أن المحور الثالث يتضمن التركيز على إعادة تفعيل مبادرات التمويل الميسر، مثل مبادرة الـ 5% التي أثبتت نجاحها في القطاع الصناعي، داعياً إلى توحيد سعر الفائدة لجميع الصناع بعائد منخفض.

فيما يُعنى المحور الرابع بضرورة توفير مجموعة من الحوافز التشجيعية، والتي تشمل حوافز ضريبية وتأمينية وإجرائية، لدعم نمو الصناعات المغذية، وبالأخص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي بحاجة لمساندة خاصة لمواجهة التحديات المالية في بداية انطلاقتها.

وأشار إلى أن وجود صناعات مغذية قوية ومتكاملة يعتبر عاملاً أساسياً لجذب الاستثمارات الأجنبية الكبيرة في مختلف القطاعات، بما في ذلك صناعة السيارات، حيث يبحث المستثمرون العالميون عن بيئة توفر لهم الاحتياجات المحلية من المكونات وقطع الغيار، وهو ما يقلل من التكلفة ويزيد من الكفاءة، ويسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من الصناعات.

ختم خضر بأن المحور الخامس يتضمن تطوير البنية التحتية لدعم الصناعات المغذية من خلال الابتكار والتكنولوجيا، مشيراً إلى الحاجة الملحة لتطوير هذه الجوانب، حيث إن القطاعات الإنتاجية المختلفة تحتاج إلى وجود صناعات مغذية ومكونات ومستلزمات متخصصة مثل الخراطة والـ CNC وتصنيع الضفائر المعدنية وقطع الغيار وطلاء السيارات وغيرها.

وخلص إلى أن العمل على تنفيذ هذه المحاور بشكل شامل سيسهم في تحقيق نهضة صناعية حقيقية في مصر، وتعزيز قدرتها على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.