الهاتف الجديد من أبل “آيفون إير”، الذي لا يتجاوز سمكه 5.7 ملم، أصبح حديث الأوساط التقنية والجماهيرية منذ إطلاقه، فقد جاء أنحف من منافسه “Galaxy S25 Edge” من سامسونغ، مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأنه هش وسريع الانكسار، لكن التجارب أظهرت العكس تمامًا.
محاولات لاختبار المتانة
عندما وصل الجهاز إلى المراجعين والمستخدمين الأوائل، كانت ردود الفعل المنطقية هي محاولة ثنيه أو كسره، مما أعاد إلى الأذهان أزمة “bendgate” مع آيفون 6 بلس، لكن النتيجة هذه المرة كانت مختلفة.
نتائج الاختبارات
أبرزت مواقع تقنية متعددة أن الهاتف صمد في كافة الاختبارات، مما جعل “Android Authority” يصفه بـ “الهاتف غير القابل للكسر”، في تناقض غير متوقع مع تصميمه النحيف، فمقاطع الفيديو على يوتيوب وتيك توك أظهرت محاولات متطرفة لتحطيم الهاتف، سواء عبر الثني على حافة الطاولة أو الطرق بالمطارق، لكن المفاجأة كانت أن الجهاز خرج دون أي أضرار.
اختبار الضغط حول مرونة التصميم
من بين الاختبارات العملية، قام اليوتيوبر الصيني “Mediastorm” باستخدام جهاز مخصص يطبق ضغطًا مباشرًا على منتصف الهاتف مع دعم الأطراف، وقد تحمّل آيفون إير ضغطًا قدره 60.1 كجم، بينما تحمّل آيفون 6 بلس 60.2 كجم، ولكن الفارق أن آيفون إير لم يظهر أي تغيير ملحوظ، بينما ظهر الآيفون القديم مشوهًا بوضوح.
الاستعراضات المبالغ فيها
اليوتيوبر أشار إلى إمكانية ملاحظة انحناء طفيف عند الضغط الشديد، لكنه يعود فورًا إلى شكله الأصلي بعد زوال الضغط، مؤكداً مرونة التصميم، في المقابل، أخذت تجارب بعض صناع المحتوى طابعًا استعراضياً، مثل مقطع “HowToHacksYT” حيث حاول أحد الأشخاص ثني الهاتف بكل قوته، لكنه لم ينجح.
محاولات تحطيم غير مجدية
في فيديو آخر على “تيك توك”، رأينا رجلًا يرتدي قفازات سوداء وهو يحاول تحطيم الجهاز بالضغط على الحواف والطرق بمطرقة، لكن الهاتف خرج من تلك المحاولات في حالة جيدة.
مقاطع أبل الرسمية
أبل لم تكتفِ بمجرد ترك الأمر للمراجعين، بل عرضت مقاطع رسمية تظهر متانة آيفون إير، كان أبرزها اختبار ضغط بقوة 58 كجم على منتصف الهاتف، والذي تجاوزه دون أي ضرر، وهذا يؤكد أن الشركة لم تكتفِ بتقليل سمك الجهاز كإنجاز تصميمي، بل أولت عناية فائقة لتعزيز صلابته لتناسب متطلبات الاستخدام اليومي.
تحول فلسفة التصميم
الخبراء التقنيون يرون أن هذه الخطوة تعكس تحولًا في فلسفة التصميم لدى أبل، حيث تم الجمع بين الجاذبية البصرية والمتانة العملية، وهو توازن ظل صعب التحقيق في الأجهزة فائقة النحافة، كما أعادت التجارب المتعددة فتح نقاش أوسع حول مستقبل تصميم الهواتف الذكية، خاصة في ظل توجه بعض شركات أندرويد لإنشاء أجهزة نحيفة على حساب المتانة.
استفادة من الأخطاء السابقة
بالمقارنة مع الماضي، يظهر أن أبل قد تعلمت من تجاربها السابقة، واستثمرت في ابتكارات المواد والهندسة البنيوية لتجنب تكرار الانتقادات التي واجهت آيفون 6 بلس، والمثير أن الجهاز، رغم نحافته، لم يفقد أيًا من عناصر القوة الأساسية التي يحتاجها المستخدم، مما يعزز صورته كمنتج يجمع بين الخفة والصلابة.
تحديات للمنافسين
المتابعون أشاروا إلى أن نجاح آيفون إير في تجاوز هذه الاختبارات سيجعل من الصعب على المنافسين تقديم هواتف أنحف دون تلبية معايير المتانة الجديدة التي فرضتها أبل، السوق الآن يترقب رد فعل الشركات الأخرى، خصوصًا سامسونغ، التي دائمًا ما كانت منافسة لأبل في مجال التصميمات الجريئة، لكنها تحتاج الآن إلى إثبات قدرتها على التوازن بين الشكل والأداء.
معيار جديد في الصناعة
في النهاية، يبدو أن آيفون إير لم يعد مجرد هاتف نحيف يجذب الانتباه، بل أصبح معيارًا جديدًا في صناعة الهواتف الذكية، يجمع بين الأناقة والقوة في تصميم واحد، لذا تؤكد هذه التجربة أن أبل نجحت في كسر الصورة النمطية حول الهواتف فائقة النحافة، لتفتح الأبواب أمام جيل جديد من الأجهزة التي تضمن المتانة.