محمد قدوس: عبقري المراوغات يثري هجوم توتنهام

محمد قدوس: عبقري المراوغات يثري هجوم توتنهام

كان فريق توتنهام الإنجليزي يفتقر إلى لاعب بارع في المراوغة حتى أبرم صفقة التعاقد مع محمد قدوس، اللاعب الغاني الذي انضم إلى “وست هام” الإنجليزي هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يُحدث قدوس تغييرًا إيجابيًا في خط هجوم توتنهام تحت إشراف المدرب الجديد توماس فرانك.

السبب وراء التعاقد مع قدوس يبدو واضحًا، حيث إن توتنهام يفتقد إلى لاعب يجيد المراوغة بدرجة استثنائية، وقد أظهر المدرب الجديد اهتمامه الكبير بإضافة هذا العنصر إلى الفريق، وقدوس يعتبر من أكثر لاعبي البريميرليج براعة في المراوغة، فلم يتفوق عليه الموسم الماضي سوى جيريمي دوكو من مانشستر سيتي فيما يخص عدد المراوغات الناجحة، حيث سجل دوكو 107 مراوغة بينما جاء قدوس في المرتبة الثانية بـ92 مراوغة، وعند النظر إلى الأرقام المعدلة لكل 90 دقيقة، لم يتجاوز دوكو قدوس الذي سجل 6.4 مقابل 3.2، بين اللاعبين الذين شاركوا لأكثر من 1000 دقيقة.

رغم أن وست هام ليس من الفرق التي تتمتع بالسيطرة الكبيرة على الكرة، على عكس مانشستر سيتي، إلا أن دوكو كان يحصل على الكرة بمعدل 71.9 لمسة في كل مباراة، مقابل 52.2 لقدوس، مما يجعل أرقامه أكثر بروزًا عند النظر إلى أسلوب لعب فريقه.

قدوس لا يتوانى عن التقدم بالكرة بمجرد استلامها، حيث أشار في تصريح له العام الماضي لصحيفة “ذا أثليتك” البريطانية، “عندما أرى مساحة أمامي والكرة عند قدمي، لا يهمني من أمامي، يجب أن أتقدم بها”.

وفي الواقع، لم يشهد الدوري الإنجليزي لاعبًا آخر قد حاول المراوغة أكثر من قدوس في الموسم الماضي، حيث بلغت محاولاته 195، ونسبة المراوغات ضمن تصرفه بالكرة كانت 12.9%، في حين بلغت نسبة نجاحه 47.2%، وهي من بين الأرقام الأعلى بين المراوغين النشطين في الدوري.

من خلال قدوس، يحصل توتنهام على لاعب يتمتع بالكفاءة العالية في المراوغة، بالإضافة إلى خبرته في أجواء البريميرليج بعد موسمَيْن مع وست هام، ورغم أن مسيرته الأخيرة كانت أقل من المتوقع، حيث سجل خمسة أهداف وصنع ثلاثة، إلا أن موسمه الأول كان أكثر قوة حيث سجل 8 أهداف و6 تمريرات حاسمة.

الأجواء في وست هام لم تكن مشجعة في نهاية موسم 2024-25، مما دفع الإدارة إلى التفكير في بيع قدوس لتعزيز التمويل لمشروع المدرب جراهام بوتر، وهو ما جعل اللاعب منفتحًا على الانتقال، ففرصة اللعب في دوري الأبطال مجددًا كانت مغرية، إلى جانب إمكانية الانضمام لفريق يملك الكرة أكثر، مما سيوفر له فرصًا أفضل لإبراز مواهبه.

قد تمتع قدوس سابقًا بلعبه في فرق تمتلك الكرة، كأياكس ووست هام – نسبيًا – في بداياته، لكن مع توتنهام، سيجد أجواءً مختلفة، كما أن مهاراته الرفيعة في المراوغة والقدرة على الخروج من المساحات الضيقة قد تمنح الفريق وسيلة فعالة لكسر التكتلات الدفاعية، وهي مشكلة أزعجت الفريق تحت قيادة المدرب السابق أنجي بوستيكوجلو.

وعلى الرغم من سعي توتنهام إلى محاولة المراوغة أكثر من أي فريق آخر في البريميرليج، بإجراء 790 محاولة، إلا أنه احتل المركز التاسع من حيث عدد المراوغات الناجحة (308)، وكان الأسوأ في نسبة النجاح (39%)، مما يدل على أن لديهم لاعبون يحاولون المراوغة كثيراً دون فعالية حقيقية.

ولا يوجد أي لاعب من توتنهام ضمن قائمة أفضل 20 لاعبًا في البريميرليج من حيث عدد المراوغات الناجحة لكل 90 دقيقة، فعندما كان بوستيكوجلو مدربًا، اعتمد توتنهام على السرعة، ومع أن الفريق يتمتع بأكثر عدد من اللاعبين الذين حققوا أعلى سرعات في الدوري الإنجليزي، إلا أن الخطة كانت تعتمد على إرسال الكرات العرضية السريعة من الأجنحة، مما أسفر عن أهداف لكنها عكست في نفس الوقت خللاً دفاعيًا واضحًا، تمثل في 65 هدفاً في 38 مباراة، ولذا، يمكن لقدوس، بمهاراته الفردية العالية، أن يقلل من الحاجة إلى تكثيف الهجوم بعدد كبير من اللاعبين، مما قد يحسن التوازن الدفاعي.

كما أن دافع توتنهام لضم قدوس يعود إلى أدائه في موسم 2023-24، حيث سجل 7 أهداف أو تمريرات حاسمة من 49 “حمل هجومي”، وهو اللاعب الذي يأمل توماس فرانك في الحصول عليه، خاصة أن المدرب لديه خبرة ناجحة في تطوير اللاعبين الهجوميين مثل إيفان توني وبريان مبيومو.

لكن يبقى سؤال مهم: أين سيلعب قدوس في توتنهام؟ ففي وست هام، لعب في عدة مراكز مثل الجناح الأيمن، واليسار، خلف المهاجم، نظرًا لوجود خيارات متعددة داخل الفريق مثل جارود بوين على الجناح المفضل لقدوس، بينما في توتنهام، ربما لن يختلف الوضع كثيرًا مع تواجد ماديسون وكولوسيفسكي ومورجان جيبس وايت، كمصنعين للعب، بالإضافة إلى سون وتل أودوبيرت في الجهة اليسرى، وفي هذه المرحلة، يبدو أن أقرب مركز منطقي له سيكون كجناح أيمن، أو ربما أيضًا كمهاجم بديل.