
أطلقت المؤسسة العامة للمحافظة على الشعاب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر “شمس” مبادرة بيئية جديدة تحت عنوان “تبنّى مرجانًا”، التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المجتمع في جهود استعادة الشعاب المرجانية المتدهورة على سواحل البحر الأحمر، مما يساهم في نشر الوعي البيئي وحماية التنوع البيولوجي البحري.
تبدأ المرحلة الأولى من هذه المبادرة من موقع مرجاني محدد على الساحل الغربي للمملكة، وتشارك فيها مجموعة واسعة من المتطوعين والغواصين والمختصين بالبيئة البحرية. وتهدف “شمس” من خلال هذه الشراكة المجتمعية إلى زيادة الوعي بأهمية النظم البيئية الساحلية التي تواجه تحديات مثل التغير المناخي والتلوث، حيث تعتبر الشعاب المرجانية محورًا أساسيًا للتنوع البيولوجي وتلعب دورًا مهمًا في الجوانب الاقتصادية والسياحية في المنطقة.
وفقًا للمسؤولين في “شمس”، يتم استخدام مؤشرات علمية دقيقة لرصد المناطق المتدهورة، بالإضافة إلى تطوير تقنيات مبتكرة في زراعة المرجان، وذلك ضمن برامج تشمل رصد بيئي يساهم في قياس التعافي على المدى الطويل.
تتيح المبادرة للمشاركين فرصًا متعددة تشمل المشاركة العملية في زراعة شتلات المرجان بعد حضور تدريب خاص، بالإضافة إلى ورش عمل وفعاليات توعوية تسلط الضوء على المخاطر التي تواجه الشعاب المرجانية. كما تهدف إلى تمكين مجتمع الغوص ليكون عنصرًا نشطًا في أنشطة المراقبة والتوعية، وتفعيل مفهوم “التبني الرمزي” لقطع المرجان، وذلك لزيادة الالتزام الفردي تجاه البيئة.
تتوافق مبادرة “تبنّى مرجانًا” مع أهداف رؤية المملكة 2030، خصوصًا في مجالات الاستدامة البيئية وتعزيز مشاركة المجتمع في حماية الموارد الطبيعية. كما تدعم المبادرة توجهات “السعودية الخضراء” الرامية إلى الحفاظ على التنوع الأحيائي ووقف تدهور النظم البيئية.
من المقرر أن تتوسع المبادرة تدريجيًا لتضم مواقع جديدة على طول ساحل البحر الأحمر، مما يضمن تحقيق تأثير بيئي مستدام وزيادة المشاركة المجتمعية في المستقبل.
تعليقات