- الذهب يستعيد عافيته ويصعد من قاع 3,972 دولار، مبدء أسبوع قوي للمعدن النفيس.
افتتح الذهب تداولات الأسبوع الجديد بارتفاع ملحوظ، حيث استعاد مستوى 4,019.20 دولار للأونصة في عقود ديسمبر 2025، بزيادة مقدارها 22.70 دولار (+0.57%).
وقد جاء هذا الصعود بعد هبوط مبكر إلى 3,972.45 دولار، مما يشير إلى ارتداد ملحوظ بقيمة نحو 50 دولارًا من أدنى مستوى خلال الجلسة، في دلالة واضحة على عودة الزخم الشرائي بعد اختبار سريع للحاجز النفسي 4,000 دولار.
بداية أسبوع جديدة
بعد أسبوع شهد ضغوطًا بيعية دفعت الأسعار تحت 4,000 دولار، انطلقت تداولات يوم الاثنين بنبرة مختلفة، حيث تحولت موجة الهبوط إلى صعود سريع مع دخول المشترين بقوة.
يقول المتعاملون إن ما حدث يعتبر “مصيدة بائعين” (Bear Trap)، حيث ظن الكثيرون أن كسر الحاجز النفسي سيؤدي إلى هبوط جديد، ولكن السوق امتد بشكل مفاجئ معوضًا خسائره.
صراع المشترين والبائعين
تراوحت أسعار التداول بين 3,972.45 و4,022.05 دولار للأونصة، مما يعكس تقلبًا حادًا بين قوى البيع والشراء، فالبائعون حاولوا الضغط دون 4,000 دولار، لكن المشترين استعادوا السيطرة بسرعة ودفعوا الأسعار نحو القمة اليومية.
إبقاء التداول قريبًا من أعلى المستويات اليومية يعزز النظرة الإيجابية للذهب على المدى القصير.
“تصحيح صحي” يعكس قوة الاتجاه الصاعد
يرى خبراء الأسواق أن الحركة الأخيرة تمثل تصحيحًا طبيعياً يعيد التوازن للسوق، ويُظهر متانة الاتجاه الصاعد، حيث يقول الاقتصادي الأمريكي مارك ديفيدسون إن “الطلب على الذهب لا يزال قويًا، وما حدث يعد تراجعًا مؤقتًا ضمن مسار صاعد مستقر”.
أما الخبيرة الآسيوية إيمي تشان فتعتبر أن “العودة السريعة فوق 4,000 دولار تعكس ثقة المستثمرين وقدرة المعدن على الصمود أمام ضغوط الدولار وعوائد السندات”.
التوقعات المستقبلية
فنيًا، تمثل منطقة 4,022 دولارًا أولى مقاومات الذهب، فيما تُعد قمة الأسبوع الماضي عند 4,077 دولارًا الهدف التالي إذا أغلق السعر فوقها بثبات، بينما يبقى مستوى 3,972 دولارًا دعماً رئيسياً، بينما يعتبر 3,950 دولارًا خط الدفاع الأخير في حال تجددت الضغوط البيعية.
رغم التقلبات اللحظية، لا تزال العوامل الأساسية تميل لصالح الذهب، مع توقعات بخفض الفائدة الأمريكية في النصف الأول من 2026، وزيادة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، كما يدعم ضعف بعض العملات الرئيسية أمام الدولار الإقبال على المعدن كملاذ آمن، في ظل استمرار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ويؤكد المحللون أن بقاء الذهب فوق 4,000 دولار لا يعكس دلالة رقمية فحسب، بل يعكس أيضًا ثقة متزايدة في أن الطلب على الأصول الآمنة سيستمر وسط عالم تتسارع فيه الاضطرابات.
